الابحار الخامس – جمهورية البتران

مدونة مشتركة / 25 ، كانون الثاني ، 2040 / جمهورية البتران

كان صباحاً هادئا على غير العادة ، بعد احداث ليلة الأمس الدامية التي تفجرت بسب اغتيال القائد حفيد تومان . فقد تدخلت العجوز مندوبة الأمم المتحدة التي طالبت بأجراء تحقيق دولي كعادتها ، منذ أن بدأت هذه  المظاهرات والاعتصامات قبل عشرين عاما تقريبا. كانت هذه الحركات و الاحتجاجات بدون قيادات رسمية ، في بدء نشأتها. ثم قامت الحكومات المتعاقبة بتشجيع الناشطين منهم على ابراز قيادات تتحدث باسم الجموع. لكي يتم التفاوض معهم. فيتم ترغيبهم بإشغال مناصب حكومية ، تكون ثمنا لإقناع المتظاهرين بالعودة لبيوتهم ، او تهديدهم بالاغتيال. فأما ان يستجيبوا و يجدوا لوجوههم مكانا في الكابينة الحكومية ، او يرفضوا فيجدوا لوجوههم مكانا في الجدارية الكبيرة للمغدورين ، التي تم نصبها في ميدان القرية الكبير. و الذي توسع كثيرا ، بعد ان تهدمت البنايات القديمة المحيطة به . فقد اتخذها المحتجُّون قبل هدمها مكانا لمبيتهم لفترات طويلة. فاصبحوا يبنون مساكنَ متحركةً ، لا تلبث ان يتم تخريبها . وهكذا استمرت لعبة القط والفأر لأكثر من عشرين سنة !

عشرون سنة شهدت  تشكيل  اكثر من احدى عشرة حكومة. لم تكمل أيّاً منها مدتها النيابية المحددة بأربع سنوات. تم اسقاط ثلاث منها بانقلابات عسكرية  قادتها قوى أمنية مختلفة في الدولة العميقة . وواحدة بتدخل أمريكي عسكري مباشر. واثنتان بانتفاضات شعبية غير سلمية. و الباقي تمت بالتوافق بين مكونات الحكومة واحزابها الذين كانوا يتحدون احيانا في مواجهة الخطر الاكبر، و يختلفون في احيانٍ كثيرة حين تخف حدة المطالبة بإزاحتهم ! و كان من البديهي ان المتظاهرين الذين تقل اعمارهم عن عشرين سنة ، لم يكونوا قد وُلدوا حين ابتدأت هذه المظاهرات قبل عشرين سنة. و لأنهم كانوا الاكثر استماتة و قسوة في التعبير عن غضبهم ، فهم لم يعرفوا غير خيام الاعتصام بيتاً لهم ، و لا عمليات الكر والفر اليومية عملاً يُتقنون تنفيذه في حياتهم . فقد اكدت وسائل الأعلام المزيف ، انهم ولدوا في الخيام كنتاج لزواجات تمت في الخفاء في تلميحٍ خبيث  للنيل من سمعتهم ! ))

كان معكم سعيد البصري من قرية البتران / جنوب بلاد الرافدين.

بعد ان تعاهدنا على فضح المؤامرة الكبرى ، قررنا ان تكون كتابة و نشر المدونات بصورة مشتركة . فبدأنا هذه المدونة المشتركة بنقل نص تقرير سعيد البصري الذي قام بأعداده و تصويره لصالح المنظمة الدولية التي يعمل مراسلا لها.

لم يكن احدٌ منا يتوقع ان الهدوء الذي شهده صباح ليلة يأجوج و مأجوج الدامية ، سيستمر لعدة أيام . اكتشفنا بعدها ، ان ذلك الهدوء كان بسب عدم وجود ايَّ شخصٍ من ممثلي الحكومة الأمنيين أو السياسيين او المدنيين العاديين في القرية . فقد انسحبوا منها بشكل كامل.

و بعد مضي سبعة أيام من الفراغ الحكومي اعلنت الحكومة ببيان رسمي ما نصه :

(( استجابة لقرار الأمم المتحدة بأرسال قوات لحفظ الأمن ، فقد تم سحب كل الموظفين و المنتسبين الى داخل القطاعات الخضراء الأمنة التي تحيط بالمناطق النفطية . تاركين المساحات الزراعية و الملحية تحت سيطرة المنتفضين بصورة دائميه وابدية. و ذلك لاستمرارهم بأعمال العنف التي انتهجوها طيلة العشرين سنة الماضية ، و التي كبدت البلاد خسائرَ بشريةً وماديةً جسيمة ! )).

كانت الصدمة و الفرحة كبيرتين لكل الشعب المنتفض و غير المنتفض. الفرحة ، اننا انتزعنا حريتنا لأول مرة في تاريخنا الطويل من النضال السري و العلني ! الصدمة ، اننا اصبحنا فَجأة بدون دولة  تهتم لمعيشتنا و تزودنا  بالطعام و الوقود و الكهرباء او اي من الخدمات الاخرى. بل لا يوجد من يحمينا في حالة تعرضنا لغزو من دولة اجنبية ، او اذا قمنا بالاقتتال فيما بيننا للحصول على الغذاء القليل المتبقي في المخازن الحكومية المهجورة . فما ان سمع الناس بالخبر حتى تهيؤوا للبدء بعمليات السلب و النهب ؛ والتي يطلقون عليها اسم ( الفرهود) ؛ لمباني الحكومة التي غادرت بمِلء ارادتها. لكنّ المنتفضين و كالعادة شكلوا طوقا لحمايتها و رفعوا شعار: (دخيلك لا تفرهد .. لا يشمت العالم بينا !)

 

لم نشك ولو للحظةٍ واحدةٍ ، ان فكرة الانسحاب الاستراتيجي هذه والتي تذكرني بسياسة الارض المحروقة ، قد طورها احد مُنظِّري (نظرية الصدمة والترويع ) . كإجراء اخير لعلاج الجماهير غير المرغوب فيها في الهرم الحضاري للنظام العالمي الجديد . والذي يهدف في اخر مراحله لتكوين  كيانات جيوسياسية – اقتصادية محدودة. يتم ادارتها من قبل الشركات الدولية بالاشتراك مع حكومات محلية ينضوي قادتها ومواطنوها كموظفين او ممولين او مستثمرين في تلك الشركات. ويتم اسكانهم مع عوائلهم في تجمعات سكنية مرفهة تشبه القرى الكونية الذكية ، كما تم الترويج له في البلدان الغربية منذ سنوات. لكن كيف جرى الأمر هنا . لم يكن باستطاعتنا تقبل الأمر بسهولة ، فبقينا مذهولين لبضعة أيام. حتى اتفق اهل الحل والعقد على عقد اجتماع . فتمت دعوة بصير القرية ليباركه كونه اكبر اهل القرية الأصليين سناً !

ارتقى بصير القرية قمة تل صغير ، توسط ساحة القرية. نظر ببصره الى الافق ، و قال بصوت مبحوح لكنه بدا متفائلا ؛على غير عادته في هذه الأيام : ( اخواني .. ابنائي .. انه يوم تاريخي انتظرناه  طويلا .. قلبنا صفحات كثيرة من كتاب المحو لنصل اليه … استفقنا من كوابيس ليلية مزعجة كثيرة ، لكي نصحو بكأمل ، وعينا في صبيحة هذا اليوم .. لنكتشف ان لا احد من البشر المحبين للسلطة يمتطي ظهورنا .. اخيرا يمكنكم ان تمشوا دون خوف الا من انفسكم .. ولكن حاذروا ان تسلطوا احدا منكم على رقابكم .. فهذا ما يريده عدوكم .. ان تجلدوا ظهوركم بذات السوط الذي الهب ظهوركم طويلا .. ان تقتلوا انفسكم بذات السيف الذي حز رقابكم كثيرا .. اسمحوا لي ان اعلنها باسمكم قبل ان يصرخ صوت الشيطان من احد حناجركم ، فيأمركم ان تنتخبوا أميراً او رئيساً .. عليكم ان تستمعوا لصوت الحكمة ولو لمرة واحدة في كل تاريخكم .. انتم لا تحتاجون لمن يرأسكم الآن ، بل تحتاجون لمن يخدمكم .. اجعلوا انفسكم خدماً لبعضكم كما لو كنتم عائلة كبيرة .. الكبير يخدم الصغير ويعطف عليه  .. والصغير يخدم الكبير ويحترمه .. هكذا بكل بساطة يمكن ان تعيشوا بأمان وسعادة .. لا يفرقكم اصلٍ لعشيرة او لونٍ لبشرة او دين او طائفة او معتقد او فكرة …. فكرة واحدة يجب ان  تتشاركونها ، هي المحبة و الاخاء .. انتم الان بضعة آلاف انسان ، لن يطول الأمر حتى تُصبحوا بالملايين ..لانهم قد غرقوا في الديون و رهنوا نفطهم لتسديدها.. و سوف يتم اعتماد ذات الخطة في مدن وقرى عديدة …. سوف يتخلَّون عن كل صاحب عاهة جسدية او عقلية او نفسية .. عن كل كبير بالعمر ليس له معيلٌ من موظفيهم .. عن كل عاطلٍ عن العمل ….عن كل مبتور احد او كلا الطرفين .. سيبعدون كل شخص لا يرغب ان يخضع لهم و لوسائل مراقبتهم الإلكترونية البغيضة .. كل مُحتجٍّ على فسادهم .. سينفون كل مدون او مراسل يفضح زيفهم .. سيتخلون عن كل طفل او طفلة بدون معيل … ستصبحون بالملايين خلال بضعة اشهر وربما هي مجرد  اسابيع فقط .. فَلْتمضوا مسرعين بإعلان قريتكم ، دولة كبيرة لكل المنبوذين. و اتَّخِذوا من اشد صفة اتخذوها شعارا لتهميشكم اسماً لها .. ايها الاحباء .. اسمحوا لي ان اعلنها باسمكم .. باسم المنبوذين في كل العصور .. الذين عاشوا و ضحوا من اجل هذه الارض الطيبة .. انها جمهوريتكم .. جمهورية البتران … ! ))

تتعالى صيحات الجماهير المحتشدة فرحا و سرورا.. يتعانق الابيض و الاسود .. صاحب القدمين المبتورين بصاحب اليدين المبتورتين .. عناق غير مكتمل لفقدان الاطراف لكن الدموع و القُبلات الصادقة جعلته مكتملا لأول مرة كقمرٍ بوجهين مضيئين ! 

 

في الاسابيع التالية ، قامت الحكومات العميقة بإعلان أولى دولها ، التي التزمت بحدود المناطق النفطية الجنوبية باسم (جمهورية  نفطستان الجنوبية  الديمقراطية ) والتي ضمتْ خمسة ملايين مواطن. واحتفظتْ بممراتٍ أمنة للمطار و الموانئ البحرية التجارية و النفطية و مناطق التبادل التجاري الدولية و الشريط الحدودي مع بقية دول الجوار .مما شجع بقية الاقاليم  على اعلان دول مماثلة بنفس طريقة المشاركة للشركات العالمية ، ببناء المدن الذكية في المناطق النفطية . فكانت (جمهورية نفطستان الشمالية الديمقراطية ) تضم مليوني مواطن أما ( جمهورية نفطستان الغربية  الديمقراطية ) فقد ضمت ثلاثة ملايين مواطن فقط. عشرة ملايين شخصا آخرين من الشعب توزعوا بين مهاجرين و لاجئين في مختلف دول العالم الاخرى. أما الاربعون مليوناً المهمشون المتبقون فقد ضمتهم مخيمات اللاجئين و بيوت ( الحواسم ) و العشوائيات في القرى و المدن المنكوبة ، التي اصبحت كلها جزءاً لا يتجزأ من ( جمهورية البتران اللاديمقراطية الشعبية العظمى ) !

 

اقترح بعض الفنّانين ان يكون علم الدولة بسيطا لا يحوي رموزا تشير للقتل والثأر كالأحمر و لا للحزن و الحداد كالأسود . بل يكون بلون ابيض يرمز للسلام ، الذي افتقده  الناس منذ سنين طويلة يتوسط الراية البيضاء رسم مبسط لنخلة مثمرة ترمز للخصب و الخير و النماء وحب الحياة وشجرة سدر ترمز لشجرة آدم.

و اقترح فنان آخر ان يحيط بالشجرتين ؛ النخلة وشجرة ادم ؛ خطان متعرجان يمثلان نهري دجلة و الفرات يلتقيان اسفل جذع النخلة و شجرة أدم  ليشكلا خطاً متعرجاً جديداً واحداً هو شط العرب. ايده الشباب المنتفضين كونه يتضمن مطالبة ضمنية  باسترداد الحقوق المنهوبة في حصة جمهوريتنا من مياه الانهار الثلاث . فوافق المجلس المصغر الذي تم تكليفه بكتابة مسودة دستور الجمهورية. وقبل ان نذهب لبيوتنا وقف الجميع لاستماع النشيد الوطني الذي لم يختلف عليه احد كون موسيقاه من تأليف الجد تومان. فقد الف الحانه بأنفه قبل اكثر من خمسين عام ٍ. و كتب كلماته الشاعر ذو القصيدتين . فأنشدناه بأنوفنا باكين ، تكريما لحفيده الذي اغتيل بالأمس. وكان سبباً اخيراً لإعلان جمهورية البتران وطنا للمشردين و المنبوذين!

 

قمنا بتقسيم بنود الدستور الى خمسة ابواب. قام كل شخص منا بكتابة واحدٍ منها. على ان نقوم بقراءتها في اليوم التالي على الجماهير المحتشدة لإقرارها او تعديلها بالتصويت العلني المباشر.

فكانت مسودة الدستور المقترح كما يلي :

 

الباب الاول : ( الحقوق و الواجبات الروحية ) / من اقتراح بصير القرية #

اولا : لما كانت العلاقة التي تربط بين افراد شعبنا هي الانسانية ، و ليست روابط عرضية مؤقته مثل الاستيطان في الاقليم او استخدام اللغة او الانتماء العرقي، لذلك يطلق لقب (انسان) على كل من تمت الموافقة على انتمائه للجمهورية. و يمنع استخدام كلمة ( مواطن ) او اي كلمة اخرى لا تجعل العلاقة الرابطة بين ابناء الشعب هي الانسانية. 

ثانيا : لما خلق الله الانسان خليفة له في الارض ، فلا سلطان من اي حكومة منتخبة او غير منتخبة على الشعب و لا حاكم واقعي او معنوي ، حقيقي أم افتراضي الا  بأمر من الله. و ليس لاحد من الدجَّالين ان يدَّعي ذلك ابدا.

ثالثا : يمنح لقب (معلم الشعب) لكل رجال الدين و المفكرين و المدرسين في المدارس و الجامعات. و يعتبرون مرشدين للشعب نحو المحبة و الاخوة والسلام. و كل من يثبت نشره للتكفير و التفرقة و التحريض على الحروب و الانتقام يُمنع من مخاطبة الشعب و يُحرم من لقب (معلم الشعب) ، و يُطرد من الجمهورية اذا كرر ذلك.

رابعا: يحق لكل انسان ان يمارس طقوسه الدينية وفقا لعقيدته . و لا يحق تكفيره او الاشارة اليه على نحو الاهانة او  التشهير . ولا يُسمح بالتحريض على اي ديانة  او مذهب او الاشارة بكونهم ( اقلية ) او ( مكون ) او ( طائفة ) و بأي وسيلة كانت . ولا يُسمح بانتقاد المعتقدات او الشعائر مادامت ممارستها لا تلحق ضررا مادياً  أو معنوياً بالأخرين .

خامسا : يجب على كل انسان الحرص على مبادئ الترقي الروحي و الفكري والانساني بالالتزام بالمعايير الاخلاقية. التي تُجمع عليها الانسانية من الصدق و النزاهة و الرحمة و محبة الخير. و من يثبت اصراره المتكرر على ارتكابه الفعلي او اللفظي لما يناقض هذه المبادئ ؛ و باي وسيلة كانت ؛ يتم تجريده من لقب ( انسان ). و من ثم طرده من الجمهورية ، وذلك بعد تثبيت شهادة اربعين شخصاً من عائلته او جيرانه او معارفه. و ينظم ذلك بقانون.

 

الباب الثاني ( الحقوق والواجبات الادارية والأعلامية )/ من اقتراح سعد الاعظمي #

اولا : لا يعتبر الشعب مؤلفا من ( مكونات ) او ( قوميات ) او ( طوائف ) بل يعتبر شعباً واحداً تجمع بين افراده صفة الانسانية مجردة من كل صفة ملحقة بها . يعاقب بالطرد كل من استخدم لفظة تُشيع التفرقة بين الشعب سواءً في وسائل الأعلام او التواصل الاجتماعي او الآداب و الفنون او العلوم التاريخية. و يطلق على اسماء الجمهوريات الاخرى بلفظ لا يصرح بطائفتها او قومتيها بل بذكر موقع اقليمها .

ثانيا : لا يُسمح لأي انسان من ممارسة ( مهنة السياسة ) كونها تلحق ضررا بالمجتمع اولا ، و بروحه الانسانية ثانيا. و يُعامل كناشر للعداء والتفرقة و الطائفية و يعاقب بالطرد من الجمهورية في حالة ثبوت تعاطيه للمسائل السياسية او تنظيمه او ترويجه لفكر تكوين الاحزاب السياسية التي هي على النقيض من المبادئ الانسانية لجمهوريتنا .

ثالثا : لما ثَبَتَ ان  الانتخابات الديمقراطية هي حلقة من حلقات استعباد و خداع الشعوب التي طورها اصحاب نظريات التسلط الاستبدادي على مر التاريخ . فلا يُعمل بطرق الانتخاب الديمقراطي بكافة اشكالها و مسمياتها . بل يتم العمل بنظام التعيين المباشر عن طريق اجراء القرعة العلنية على كل منصب اداري. يشترك في القرعة ( 50-500 ) شخصا ( يُشترط في المقترع ، عدم وجود اربعين معترضاً على اخلاصه في الحفاظ على مبادئ الجمهورية.) ولا يعد منصبه حكوميا او سياديا ، بل يعد منصباً إداريا ، بصفة (عمل تطوعي ) غير خاضع الى راتب او امتيازات يتقاضاها اثناء او بعد الخدمة. و يتم توفير الطعام و الملابس و الخدمات لهم و لأفراد اسرهم ؛ بالمعدل الطبيعي لمعيشة السكان ؛ اثناء فترة ادائهم للواجب التطوعي المحدد بفترة دستورية.

رابعا : يتم اختيار مجلس اداري ( حسب الفقرة ثالثا، اعلاه ) مكون من عشرين اختصاصيا في كافة المجالات يعملون على ادارة و تطوير الجمهورية و رفاهية شعبها. على ان يتم استبدالهم بالكامل بعد مرور سنة واحدة غير قابلة للتجديد. ليمارسوا بعدها عملهم كأي انسان في الجمهورية ولا يتم اعادتهم للمجلس الا بعد مرور خمس سنوات من نهاية التكليف الاول كحد ادنى .

خامسا : يُمنع حجب او تقييد عملية الاتصال مع مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة المعلومات. ولا يُسمح بمنع تبادل الافكار ونشرها ، الا اذا ثَبَتَ انها تتعارض مع المبادئ الاساسية التي اتفق الشعب على اقرارها في الدستور . ويتم طرد كل من اصدر أمرا بخلاف ذلك من منصبه. ويطرد من الجمهورية كل من ثَبَتَ تعمدُه نشرَ معلومات للتشهير بإنسان او ابتزازه او قام بتزييف المعلومات بكافة اشكالها الرقمية و بكافة المضامين  التي تضر بمصلحة الفرد او المجتمع . و يُنظَّم ذلك بقانون.

سادسا : واجبات اعضاء مجلس ادارة الجمهورية :

1/ لما كانت حقيقة حب وخدمة الوطن هي حب وخدمة من نحبهم و تربطنا فيهم علاقة قرابة حميمية من الابناء و الاباء. ولضمان استمرار ذلك الاخلاص والولاء ، لذلك ، لا يحق لأقرباء عضو مجلس الادارة ( من الدرجة الاولى ) الاقامة خارج الجمهورية خلال فترة تكليف العضو بمهامه. و يتم فصله من عمله في حالة ثبوته ، ومهما كانت الاسباب.

2/ لا يجوز توظيف اقرباء اعضاء مجلس الإدارة ( الى الدرجة الثالثة ) خلال فترة تولي العضو لمنصبه. و يعتبر أمر التعيين في أيَّة وظيفة مدنية باطلا، عدا ما كان تبرعا ( بدون مقابل ).

3/ لا يجوز تعيين حماية أمنية لعضو مجلس الادارة ، مهما تعرض الى تهديدات . ويجوز له اللجوء الى مراكز الشرطة لطلب الحماية كأي انسان اخر.

4/ يجب عليه تفقد المواقع التي تتعلق بواجبه ميدانيا ، و بواقع يومين اسبوعيا على اقل تقدير. و لا يُسمح له باصطحاب اكثر من اربعة اشخاص بصحبته لمتابعة العمل و تدوين الملاحظات.

5/ في حالة ثبوت ممارسة عضو الادارة لنشاط تجاري خاص به ، او تلقِّيه هدايا بسبب التكليف ، يُقدم للمحاكمة بتهمة سوء استغلال المنصب.

6/ في حالة تعرض الجمهورية لأي اعتداء عسكري ، فيجب ان يكون ابناء او احفاد اعضاء مجلس الادارة في الخطوط الأمامية للقتال.

 

# الباب الثالث (الحقوق و الواجبات الأمنية و الاقتصادية) / من اقتراح مسعود كاكا علي

اولا : لا يجوز حيازة السلاح الا من قبل الشرطة . و لا يُسمح بالتجارة بالبشر او اعضائهم او المخدرات او بالأسلحة ، بكافة اشكالها، ومن يتعامل بها تكون عقوبته الطرد من الجمهورية.

ثانيا : لا يُسمح بدعوة الناس للانضمام الى الجيش في فترة السلام. أما في حالة تعرض الجمهورية لعدوان عسكري ، فيقوم كل الرجال القادرين على حمل السلاح بالدفاع وصد الاعتداء. ولا يُسمح بمهاجمة باقي الدول المجاورة ، او الاشتراك في معارك خارج حدود الجمهورية سواء بصفة رسمية او فردية. ومن يُصدِّر أمرا خلاف ذلك او يحرض او يشترك فيه يطرد من الجمهورية.

ثالثا : لا يجوز تصدير النفط او الغاز او مشتقاتهما خارج البلاد. و يتم الاستفادة منها حصريّاً في الصناعة الوطنية. ولا يُسمح بحفر الابار النفطية في المناطق الزراعية. على ان يكون كل مشروع نفطي او صناعي يتم ادارته بأيدي وطنية خالصة. ولا يُسمح باستقدام العمالة الاجنبية مطلقا.

رابعا : يتم منح كل عائلة ترغب بالزراعة ارضا زراعية تتناسب مع عدد افرادها مجانا. و يتم توفير الخبراء و المستلزمات الزراعية ، بكل اشكالها لغرض مساعدتهم مجانا. ويُنظَّم ذلك بقانون.

خامسا : تقوم الادارة بإزالة الغوارق من شط العرب و كري النهر دوريا و يتم انشاء سد لتنظيم و خزن و توزيع مياه شط العرب. و يتم الاستفادة منه في توليد الطاقة الكهربائية. كما يتم استعمال الطاقة الشمسية وطاقة الريح في توليد الكهرباء و يمنع توليد الكهرباء بالاعتماد على مشتقات النفط الاحفوري تماما ، حفاظا على البيئة.

 

الباب الرابع : (الحقوق و الواجبات البيئية) / مقترحات سعيد البصري #

اولا : لا يجوز تجريف الاراضي الزراعية او قطع الاشجار مهما كانت المبررات و الاسباب. و يتم توفير المياه للزراعة بكافة السبل المتاحة. مع مراعاة الاستخدام الأمثل لتوفير المياه و يُعاقب من يتسبَّب في هدرها بقصد او دون قصد . ويُنظَّم ذلك بقانون.

ثانيا : لا يجوز منح الاراضي للمشاريع النفطية او الصناعية الا في حالة ثبوت عدم صلاحيتها و الاراضي المجاورة لها ، للزراعة. وعلى ان تبعد عن المناطق السكنية بمسافات يتم تحديدها بقانون خاص.

ثالثا : يلتزم كل انسان بعزل النفايات حسب اصنافها ، تمهيدا لتسليمها ( مجانا) الى اقرب معمل لتدوير النفايات. و يعتبر اقامة معمل تدوير النفايات كشرط ملزم يسبق اقامة المشاريع السكنية او الصناعية. ولا تعتبر النفايات ( ثروة وطنية ). بل يجب تسليمها الى المستثمرين المحليين او الاجانب (مجانا). وحسب تحقق الفائدة البيئية و التجارية الافضل.

رابعا : تلتزم الادارة بالشروع بإزالة الالغام في كافة اراضي الجمهورية وذلك بالتعاون مع الجهات الدولية و الشركات العالمية والمحلية وخلال ثلاثة اشهر من تسلمها مهامها. و يعتبر من اهم اولوياتها تجاه الشعب. ويتم اعفاؤها من مهامها في حالة اخفاقها.

خامسا : في حالة اصابة اي انسان بمرض نتيجة لتلوث الماء او الهواء. او بتر اي عضو من اعضائه نتيجة لانفجار لغم ، تتكفل الادارة بعلاجه (مجانا) من خلال صندوق الايرادات العام. و يُنظَّم ذلك بقانون خاص.

 

# الباب الخامس (الحقوق والواجبات الفكرية و الادبية) / اقتراحات الشاعر ذي القصيدتين

اولا : يمنح  كل مفكر واديب و فنان لقب (ملهم الشعب). و يجب ان يكون دوره بارزاً في اشاعة الافكار التي تُحقِّق الأمل في مستقبل افضل. و تحفز مشاعر المحبة و العمل الجماعي بين الانسان و اخوانه ، دون الاشارة الى التمايز العرقي او المذهبي او لون البشرة.

ثانيا : لا يُسمح لملهم الشعب بذكر اسماء الطوائف الدينية او القومية او العشائرية في وسائل الأعلام الإلكترونية او الورقية و بكل اشكالها. ومن يخالف ذلك يتم تجريده من هذا اللقب ومنعه من مخاطبة الشعب.

ثالثا : واجبات (ملهم الشعب)

1/ تحفيز الشعب على معرفة تاريخ شعب وادي الرافدين. و ترسيخ مبادئ الاعتقاد بعظمة الشعب و وحدته و انهيار الطغاة و المتسلطين على مر العصور.

2/ ترسيخ الايمان بوجود الاله و محاربة الالحاد ، باعتباره هادما لمبادئ الانسانية و الهدف الاخلاقي من وجود الانسان باعتباره خليفة لله في الارض ، و المخاطب بالعبادة ، و الهادف لدخول الجنة .مع عدم الاخلال بمبدأ ( لا اكراه في الدين).

3/ تنوير الشعب بخطورة فكرة الحكومة العالمية باعتبارها تكريساً لعبودية الانسان لقوى الشر و الاستعباد و التبعية لسارقي حرية و خيرات الشعوب.

رابعا : حقوق (ملهم الشعب)

1/ ان يحظى بتقدير الشعب باعتباره شريكا مع معلم الشعب في التنوير الحقيقي. الهادف لترسيخ الهدف الاخلاقي لوجود وحياة الانسان وسعيه نحو الترقي الروحي الحقيقي.

2/ يُسمح له بمخاطبة الشعب عبر المنصات الالكترونية الرسمية دون قيد او شرط مالم يخالف المواد المنصوص عليها في الدستور.

3/ يُسمح له بالخلوة الاختيارية لمدة لا تتجاوز اربعين يوما في السنة في بناية (تأمل الشعب). التي تتكفل الادارة بتوفير مصادر الشبكة العالمية و السكن الهادئ و الطعام لحاملي لقب (ملهم الشعب) على ان يقدم في نهاية خلوته عملا فكريا او ادبيا او فنيا يسهم في تنوير الشعب (حسب المادة ثالثا اعلاه).

 

و بعد تقديم الدستور الى الشعب الذي صَوَّت بالأجماع على فقراته ، على الرغم من اعتراض بعض القانونيين على اختلاط فقرات الدستور العامة بفقرات تنظيمية تعتبر من اختصاص عمل الادارة . فلم يلتفت اغلب الناس لهذا الاعتراض و اعتبروه أمرا فقهيا غامضا ، لا يعني الأمهات و الاطفال الجياع و لا العاجزين عن الحركة بسب فقد اطرافهم . فما كان مهما بنظرهم هو توفير حرية الانسان الحقيقية اولاً ، و لقمة عيش كريمة ثانيا ، و الخدمات ثالثاً ، دون المساس بكرامة الانسان ، كما عانى اغلب الناس في العصور السابقة.

تم اجراء قرعة لاختيار ادارة مكونة من عشرين متخصصا في شتى المجالات الادارية. حيث قامت طفلة صغيرة فاقدة للبصر بسحب القرعة التي شارك بها خمسمائة شخص رُشِّحوا لخدمة المجتمع دون الحصول على رواتب او امتيازات. و بعدها ، أُقيم احتفال كبير شارك فيه الشعراء بقصائدهم أبّنوا فيه فقيدي الجمهورية حكواتي القرية و حفيد تومان. فيما قامت الفتيات الصغيرات العاجزات عن المشي و الاطفال المصابون بالسرطان بنثر الورود على قبريهما ، وباقي قبور الذين ضحوا بدمائهم من اجل تأسيس جمهورية البتران.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *