رواية

 إغتيال المدونين

الاسئلة المتكررة

رواية اغتيال المدونين صفحة الاسئلة المتكررة
00:00/ 00:10

الاسئلة المتكررة

وردتني اثناء نشري للمدونات المئات من الرسائل الالكترونية و التعليقات على صفحات الموقع. كان اغلب المتصفحين المتفكرين بعمق في كلمات المدونات يرغبون في تفسير لما يقرؤونه . وعلى الرغم من ان اغلب التساؤلات قد وجدت اجوبتها في نهاية الفصل الاخير من الابحار الخامس ، فإنني قد وضعت هذه الصفحة للتذكير بالأسئلة التي تساعد أجوبتها على اضاءة الجوانب المشرقة التي وردت في المدونات . و وفاءً لوعدي للمتصفح الكريم بالرد ؛ بكل صراحة ؛ على كل الاسئلة. فهذا التفاعل الايجابي هو الجوهر و الهدف الذي من اجله رضيت بالمخاطرة بحياتي ، لنشر المدونات

لماذا ظهر موقع المدونات بدون تسلسل لأرقام صفحاته ؟  

هناك سببان لعدم ترقيم الصفحات. الاول هو ان مسار تسلسل صفحات كتاب المحو غيرمعروفة فمساره غير زمني ولا يمكن توقعه. بل يتغير تسلسل الاحداث ، كلما بحثت نفس الانسان عن مصيرها ، فتعثر على نهاية مغايرة لما كانت ستعثر عليه لو انها بقيت غير مبالية بتشوف مستقبلها او البحث عن الخلاص الحقيقي لمتاهات الدنيا الزائفة! 

أما السبب الثاني يكمن في ان مسار كل متصفح قد يختلف عن الاخر فمثلا المتصفح الذي رتب المدونات حسب تاريخ النشر تصاعديا (باستخدام محرك البحث في الصفحة الرئيسية) فان سيحصل على ترتيب مختلف لتسلسل المدونات. مع ملاحظة ان المدونات الثلاث الاخيرة كُتبت في التاريخ نفسه ، فكان ترتيبها حسب الترتيب الابجدي لأسماء مدونيها ، وكما يلي:

كوابيس كيرونا ، رسائل الرمال ، شاطئ الاحلام ، قرية جرف الملح ، صناعة الدجال ، موعدنا الجسر ، العقل المحتل ، صناعة المؤامرة ، أمنية مستحيلة ، اليوم ، كيف تتذكر ذلك العالم المجنون ؟ ، ليلة يأجوج و مأجوج ، جمهورية البتران ، تعارف في شاحنة إعدام ، قمر بوجهين ، اعدام ام

فسيكون مسار الابحار مبتدئاً من كوابيس كيرونا و منتهياً بـ اعدام ام . وسيتضمن مفهوما بان كل المدونات ما هي الا السرد الذي استمع له مسعود كاكا علي من المرأة التي ربته (ماما زكية) حين كان طفلا ، حيث روت له رؤى أحلامها النبوئية بما سيحدث ، والذي حدثتها به أمه الشهيدة لحظة إعدامها كما ورد في خاتمة المدونة:

((اخذت عيونها تروي لي كل ما سيحدث معي في الأيام القادمة. لم اكن مستغربا ، فقد حدثتني ماما زكية في طفولتي كثيرا على انها سمعت قصصاً وحكاياتٍ غربية في منامها ترويها أمي ميادة؛ التي انجبتني ؛ فقد كانت تراها في الحلم بثياب بيضاء ملطخة بدماء الولادة وهي تهوي من المشنقة الى الارض .. كانت تروي و تروي بصوت انثوي مخنوق لكنه صافٍ كصفاء سماء الصحراء الزرقاء ، حين لا تكون هناك حركة من ريح تثير غبار الهموم البشرية ، صوت الهي من عالم اخر! )).

وهكذا فيمكنك و عبر مسار ابحارك الجديد هذا ، ان تكتشف يا اخي المتصفح و يا صنوي في رحلة البحث عن الحقيقة ان كوابيس كيرونا و شاطئ الاحلام هي مرآة الحقيقة التي كانت كل الاحداث التالية من حروبٍ و مآسٍ و مؤامرات تشكل ظلاً باهتا لها او صدىً متلاشياً حاول ان يقلد صوتها الاصيل ، لكنه ما لبث ان تبدد في الآفاق كأنه لحظة زمنية فانية ضاعت في هيبة حضور الابدية. 

أما اذا سلكنا مساراً ثالثاً ؛ (باستخدام محرك البحث) ؛ بترتيب المدونات حسب الترتيب الابجدي للشخصيات فستكون مدونات حكواتي القرية ، اولا ثم سعد الاعظمي ، ثانيا ثم مدونات سعيد البصري ، ثالثا ثم مسعود كاكا علي رابعا ثم مدونات مشتركة ، اخيرا. و سيكون من المنطق ان كل المدونات هي ما قام بروايتها حكواتي القرية عبر سلسلة الرواة الذين قاموا بنقل الروايات احدهم عن الاخر تباعا حتى وصلت لحكواتي القرية. الذي قام بسردها قبل مقتله في ساحة القرية حيث وجد دمه مسفوحاُ فوق اوراق الصفصاف المتيبسة.

وهكذا يمكن لكل متصفح من سلوك مسار جديد في ابحاره عبر اختيار نظام جديد لمحرك بحث الموقع ، يكون متطابقا مع اختياره في كتاب محوه الخاص. فيبدأ تسلسل جديد لأرقام صفحات المدونات يختلف عن تسلسلات صفحات المبحرين السابقين.

من هو ابي الذي قُتل ؟  

و بصياغة اخرى للسؤال : لأي شخصية من الشخصيات التي ظهرت في المدونات انتسب برابطة البنوة؟

حسب كتاب المحو اني قد اكون ابناً لسعيد او مسعود او سعد او بصير القرية وقد لا اكون ابناً لأيٍّ منهم. بل ابناً لحفيد تومان او حكواتي القرية . فكلهم قد حاربوا من اجل الحقيقة و قُتلوا دفاعا عنها. ربما لم يكن ابي الجسدي بل الروحي ، كما في رواية ابن اخ بصير القرية. وفي كل القراءات يمكن للمتصفح ان يكون هو ابناً لكل من قُتل بأيدي الشر التي تحاول ان تمنع كل باحث و ناشر للحقيقة. وهو بالتالي مَعْنِيٌّ بالبحث عن من اغتال اباه ، ليقتصَّ منهم بفضحهم ، و تجنيب الانسانية شر مؤامراتهم.

  كيف وصل كتاب المحو الى يدك ؟  

قد يكون كتاب المحو ورقيّاً وصل الى بلاد الرافدين من بلاد بعيدة. كما ادَّعى بصير القرية في أيام شبابه انه تسلمه من ذلك الرجل العجوز الذي قدم زائرا آثار بابل. ثم انتقل الى سعيد قبل وفاة الرجل العجوز، ثم انتقل الى سعد بعد ان اعاره له سعيد ليكون رفيق وحدته في مخبأه بعد فراره من تنظيم داعش , ثم انتقل الى مسعود الذي كان يبحر مسافراً في صفحاته لمعرفة مصير أمنية. قبل ان ينتقل الى يدي حيث وجدته في غرفة مسعود بعد أن قبضت عليه الشرطة متهما بقتل لورا. وكل تلك القصص هي احدى احتمالات و خيارات لأولئك الرجال الذين قرأت انفسهم الانسانية الكتاب و اختاروا مصيرهم و مصير كتابهم. وربما لم يتحقق منها شيءٌ في عالم الاثبات. لكن الاكيد ان ابي قد نقل كتاب المحو الروحي الى روحي الانسانية. فهو موجود في كل انسان و يستطيع ان يبدا في تقليب صفحاته اذا ما تسأمي عن نفسه الحيوانية و اخذ بالنظر الى الافاق الكونية و الى مصيره من باب النفس الانسانية.

كيف اُغتيل بصير القرية بعد هجوم يأجوج و مأجوج على جمهورية البتران ، واين موضع قبره ؟  

لم تسجل المدونات طريقة مقتل بصير القرية او موته الا في احدى صفحات كتاب المحو في باب الرمز # رمز_الشجرة ، انه مات محتضنا لشجرة قديمة في قرية البتران، حيث ولد. فلهذا نرجح انه بعد هجوم جيوش يأجوج ومأجوج الكاسح على جمهورية البتران لجَأ الى تلك الشجرة. و مات محتضنا لها كرمز للحياة التي تتجدد. و حينما اراد الدجال قائد يأجوج و مأجوج صلب جثته لم يستطع. لان جسده و الشجرة اصبحا جسدا واحداً. فقام بصلب الشجرة على جسده ! لكن الناس الذين لايزالون على فطرتهم و براءتهم ، لايزالون حتى يومنا هذا ، يَرَوْنَ روحه ترفرف ؛ كل يوم عند مغيب الشمس ؛ فوق ارض البتران طالبة منهم البقاء اوفياء لهدفهم الحقيقي.

هل ان مدونة جمهورية البتران هي من ضمن كتاب المحو أم انها احدى المدونات ؟  

ربما ان ظهور مدونة جمهورية البتران في المدونات ، سببه ان الجهات التي تقوم بـ صناعة المؤامرة قد قاموا بكتابتها و دسها في الوب المظلم ضمن حساب المدونين المخترق. لكي يجعلوني انشرها ، فيتفاعل الشباب المحتجون مع الدستور المقترح. فيصبحون على استعداد للحصول على حقوقهم باي ثمن ، وبالتالي يدخلون اللعبة السياسية التي حذر بصير القرية و اصدقاؤه منها ! وربما ان احد الاصدقاء الثلاثة قد كتبها ، حين وجد انها الطريقة الوحيدة للتحذير من الوصول الى هذا الاحتمال المؤلم ! وربما كان عالم الاثبات قد تم بالفعل و نحن بانتظار تحققه في يومٍ قريبٍ جداً. و اذا كان من يقرأ المدونات غير مهتمٍّ بالتسلسل التاريخي لكتابة المدونات فانه سيعتبرها من الماضي المسلَّم انه قد تحقق فعلا. ونحن نعيش الان في عالم ما بعد هجوم يأجوج و مأجوج. 

وربما ان جمهورية البتران لم تظهر الى عالم الاثبات لاحد سببين ؛ أما لان اجتماع الاصدقاء الثلاثة مع بصير القرية و الشاعر ذي القصيدتين لم يتحقق بالأصل. فقد سافر بعضهم الى بلدان اخرى او مات او أُصيب بالجنون قبل ذلك .و ربما بعد اعلانهم الجمهورية ، تم اغتيالهم بأيدي خفية وذلك قبل ان يجتمعوا و يقرروا كتابة المدونات. و ما يعزز هذه الفكرة هو عدم عثوري على تكملة مدونة سعيد البصري الاخيرة الا في كتاب المحو ، والتي حمَّلها على الشبكة العالمية اثناء انتظار وصول مسعود كاكا علي و سعد الاعظمي الى غرفة الاجتماع في وزارة البيئة . فلم يُسجِّل التاريخ ان تلك الجمهورية الفريدة من نوعها ، قد وُجِدت يوما ما. اذ ان الحكومات العميقة اخفت كل الوثائق الالكترونية و الورقية التي ربما ذكرتها ، و منعت الناس من الحديث عنها .او رُبَّما تم السيطرة على الناس ومسح ذاكرتهم بالفعل ، كما كان مخططاً. 

و الاحتمال الاخر ان كتابة المدونات قد تم فعلا بعد ذلك من قبل ابناء المغدورين ، كما اوحتْ لهم ارواح ابائهم . وربما هذا ما يفسر، ان تاريخ كتابة المدونات الثلاثة الاولى في الابحار الاول أُرِّخَتْ بتاريخ واحد وهو ( 29 شباط) /2040 وهو يوم لا يوجد ما يماثله في التقويم الميلادي لعام 1991 حين اطلق فصيل الإعدام النار عليهم في اخر ساعة من أيام شهر شباط

انتشرت المدونات في الوب المظلم ، و تناقلتها الناس عبر حسابتهم الشخصية كمنشور الكتروني غير أمن، وغير معروف المنشأ. فثارت زوبعة اعلامية كبرى في الراي العام. وقام الكثير من ابناء الرافدين والناس الشرفاء في كل العالم بتسجيل اسمائهم كمؤيدين لما جاء فيها. فاتسعت دائرة الاحتجاجات السلمية حتى شَمِلَتْ اغلب اعضاء مجلس النواب الذين اعلنوا براءتهم من المؤامرة العالمية الكبرى ضد اخوانهم ، و اعتذروا عمَّا ارتكبوه من مساعدة للحكومات العميقة . و اعلنوا سريعا عن اقامة انتخابات جديدة اشرف عليها ابناء الشعب الذين لم ينضمُّوا للشعب السياسي. فاستمرت بلاد الرافدين جمهورية موحدة. حيث قامت حكومتها الجديدة بتأميم النفط باعتباره ( ثروة وطنية ) ، و جعله ممنوعا من التصدير .حيث استخدم في الصناعات المحلية المختلفة التي نافست بجودتها المنتجات العالمية. و اختفت  البطالة بعدما اكتسب الشباب خبرات في مجالات الصناعات المختلفة. و اصبحت الاستثمارات الاجنبية تقتصر على تدوير النفايات باعتبارها (ثروة لا وطنية). كما قامت وزارة جديدة اسمها الوزارة الخضراء فُوِّضَتْ لها صلاحيات وزارات الزراعة و الموارد المائية و البيئة . وقامت باستغلال الثروة المائية فطورت المشاريع المائية و الزراعية للقيام بثورة زراعية جعلت بلاد الرافدين تسمى (بـ  ارض النازفين للدماء الخضراء !) . فعادت بساتين النخيل الى تزاحمها حول ضفتي شط العرب ، من مكان التقاء النهرين عند شجرة آدم حتى مصب الشط العجيب في الخليج العربي! لم تستطع بعدها جيوش يأجوج ومأجوج ان تهاجم ارض الرافدين مرة اخرى. و استمر ابناء و احفاد الاصدقاء الثلاثة يعملون معاً بحب و اخاء ، متحدين الى الابد 

هل المدونات هي صفحات في كتاب المحو أم ان صفحات كتاب المحو هي جزء من المدونات ؟  

الجواب على هذا السؤال يُحيل الى اسئلة شائكة كبرى. اذا ان تحديد الشخص الذي يروي الاحداث سيحدد من هي الرواية الأم ، المدونات أم كتاب المحو. فاذا رأيت اني مَنْ كان يقرأ كتاب المحو ، فان المدونات ستكون نقطة في بحر المحو و الاثبات. فقد تتغير احداثها بين قراءة و اخرى. أما اذا صدقت اني كنت اجمع المدونات من شتات الوب المظلم ، فان المدونات ستكون قد احتوت على كتاب المحو الورقي. و يجب ان تصدق وقتها حكاية بصير القرية حول لقائه بالرجل الاعمى كما رواها هو لشباب القرية. و يبدو ان تفكيرك يشاركني الاتجاه نحو الخيار الاول . لأنك عرفت ان كتاب المحو هو كتاب روحي وليس مادي ، كما اوضح بصير القرية في آخر عمره. وهذا الخيار سهل التحقق لولا اني نفسي سأكون وقتها ، واحداً من احتمالات كتاب محوك اللانهائية التي قمت بقراءتها انت ، أيُّها المتصفح. وستكون النهاية من صنعك انت ! فانت من يقرر الان مصيري. و انت الوحيد الذي ستعرف من قتل ابي ؟