ولذا ابتدأنا بكتابة المدونات
من نحن ؟ لقد تغير العالم .. اشم رائحة التغير في الهواء..أتحسسه في الصخور والرمال...اراه في الوقت. التي تذوب كفقاعة في مياه الأمطار الحامضية..لقد تغيرَّت رائحة الهواء فأصبحت منتنة بفعل التفسخ العضوي لجثث البشر والحيوانات و جذوع النباتات المحترقة ، رماد الحرائق يتطاير مع الغبار فينتشر عبر العواصف الرملية الى المياه الآسنة التي اصبحت بِرَكاً متفرقة بعد ان كانت نهرين جاريين عظيمين ، هما دجلة والفرات تدفقا لآلاف السنين الماضية لكنهما الان اضحيا اخاديد من المياه الاسنة الضحلة ، التي تلتقي احيانا وتتشتت احيانا اخرى ، لقد غيروا عالمنا..فقد سيطر الشر على الخير .. لقد قرب الوقت ... لقد كانوا يحضرون له ... لقد بنوا نظامهم العالمي الجديد ... كلُّ شيءٍ قاموا به للتهيؤ لبناء برج بابل الجديد .. ساعة بعد ساعة ، و يوما بعد يوم، و عاما بعد عام ، وقرنا بعد قرن ،... احكموا تنفيذ كل شيءٍ لخدمة اسيادهم ...... لقد اصبح التغيير حقيقة خططوا لها كل تلك السنين الطويلة ... وعملوا كل ما بوسعهم لينجحوا في السيطرة على حياتنا الجديدة...كل شيءٍ كان جاهزا لتسلم العالم ..، ولكن يوجد شيءٌ واحد لم يتوقعوه ، توجد ناحية واحدة لم يستطيعوا ان يتحكموا بها كنت اتمنى لو اعرف ما هو ذلك الشي الذي فاجأهم و هزم مخططاتهم و لكن ملف الفيديو الذي تم تحميله على موقع ( اليوتيوب ) ينتهي عند ذلك الحد ! قضيت سنين عديدة اتابع الاحداث واحللها واستنتج حقائق ، لأقوم بنقضها بنفسي بعد فترة من الزمن . كان هدفي هو فضحهم و ايقاف مخططهم الإجرامي ، اعرف انه صراع غير متكافئ ابدا ، لكني على الاقل كنت سأحظى بفرصة اثبات باني لا أزال انساناً حيّاً لم افقد روحي التي خلقها اله حي ، لا يموت و لا يتغير اننا في منتصف شهر ايار عام 2040 ، و بعد موسم شحيح بالأمطار، لم يعد من السهولة الحصول على ماء صالح للشرب او الاستحمام لا في المدن الكبيرة المزدحمة بالسكان و لا في المناطق الزراعية المتاخمة لنهري دجلة والفرات ، حيث تم تدمير كل السدود التي كانت تساعد على تجميع مياه النهرين في منخفضات الثرثار و الحبانية و غيرها من التجمعات المائية. وتم بناء سدود بديلة قرب الحقول النفطية لتزويدها بمياه الحقن المستعملة في تعويض النفطالمسحوب من طبقات التربة. لتزويد التجمعات السكانية المحيطة بالمناطق حين قاربت ان انتهي من تحميل هذه الكلمات و نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحليل مستجدات التغيرات البيئية التي حطمت بيئة بلاد الرافين ...، طًرق باب غرفة مكتبي في وزارة البيئة ، فتحت الباب واجهتني عينانِ صافيتانِ و متعبتانِ لصديق قديم .... انه مسعود كاكا علي ! عادت بي نظرته الصقرية الحادة الى لقائنا الاول قبل حوالي خمسين عاما ، كان شعره ابيضَ ولحيته البيضاء تضفي على وجهه شيئا من الحكمة والوقار ، كان يفتقدها حين التقيته اول مرة عام1991 في نهاية حرب الخليج الاولى و بعد انسحاب الجيش من الكويت. فكان اغرب لقاء و تعارف في شاحنة إعدام ، بعد ان تم زجه معنا في عربة الشاحنة. فكان ؛ ببدلته العسكرية الممزقة و قدميه الحافيتين ؛ نموذجا للجندي العراقي الذي صُدم بانهيار الجيش بصورة مُهينةجلس أمامي ممسكا بقدح الشاي الذي قدمته له و عيناه تنظرانِ في عيني كانه يريد ان يكتشف ما تخبئُ نفسي وقالاريد ان ابوح لك بسرٍ ، لكني لم اعد اعرف بمن اثق في هذا الزمن الملعون -الا ترى باني ذات الشخص الذي أمتزج دمه بدمك في كل ما مر بنا من أيام صعبة ... الا ترى نفس الصدق في عينيّ صديق قديم -نعم ... ارى هذا الشي في عينيك ، لكني و لكثرة الخناجر في الظهر ، صرت ُ اخشى من الأصدقاء اكثر من الاعداء -لا الومك ابدا يا صديقي والان قل لي ، ما السر الذي تريد اخباري به ؟ -نهض من كرسيه ذهب الى باب الغرفة ، نظر الى الممر لم يكن احد موجوداً ، اغلق الباب بعدها باحكام ثم استدار نحوي وقال بصوت مخنوقلقد تلاعبوا بعقولنا يا صديقي .. لقد استخدمونا لزرع الفوضى والخوف والاكاذيب ، كنا نحن الات في ايديهم ، نحن وسائلهم الخفية -اراد ان يكمل ، لكني قاطعته بصوتٍ هادئ عرفتُ ذلك منذ يوم فاجعة الجسر ، لكني لم اعرف كيف اتخلص من شباكهم لحد الان .. كنت خائفا من سطوتهم و نفوذهم العالمي - نعم .. هذا ما قصدته الخوف منهم. هو ما يلجم افواهنا عن الكلام ، الخوف على عوائلنا و انفسنا و مصالح من يقوم بدفع المبالغ التي تكفل لقمة العيش لنا و لعوائلنا .. الخوف .. الخوف هو ما دمرناوما الذي بإمكاننا فعله -لم يجبني ، اخذ بالتحديق في سقف غرفة مكتبي المنخفض نهض من كرسيه ثم قال ننتظر صديقاً قديماً سوف احدثك بكل شيء حينما يصل -من هو ؟ - سعد الاعظمي .. هل تذكره ؟ -وكيف انساه -اقبل بقامته المديدة وبشرته السمراء ، لم يتخلَّ عن لهجته الخليجية رغم انه سكن في الاعظمية طيلة الاربعين سنة الماضية ، دخل الغرفة ، جلسنا متقاربين جدا ، فتذكرنا أول مرة التقينا ، حيث جمعنا تعارف في شاحنة إعدام قال مسعود : كل ما سنتفق عليه سوف يبقى بيننا سراً الى ان ننتهي من تحميل كل المدونات التي كتبناها منفردين ، طيلة السنوات الماضية ، وكذلك التي سوف نكتبها مجتمعين على شبكة النت لفضح المؤامرة الكبيرة التي تعرضنا لهااتحدت عيونُنا بنظرة اخيرة لتحديد المصير الذي سنواجه معا مختارين ، أما الاغتيال الجسدي او الاغتيال الروحي ، ايهما سنختاره؟ علينا الاجابة. و ربما لن تكتب لنا الفرصة لنعرف فيما اذا كانت نتيجة اختيارنا سليمة أم خاطئة الا في حياة اخرى سوف نعيشها ، بالتأكيدولذا ابتدأنا بكتابة المدونات
نحن من سيكتب هذه المدونات لفضح المؤامرة الكبيرة التي تعرض شعبنا لها
يمكنك اغلاق النافذة و متابعة القراءة
وُلد قبل اعدام أمه بلحظات ليكون شاهداُ على اغتيال وطنه لأعوام طويله
يمكنك اغلاق النافذة و متابعة القراءة او يمكنك الانتقال الى مدونات مسعود كاكا علي
إعدام أُم
رسائل الرمال
كوابيس كيرونا
العقل المُحتل
أمنية مستحيلة
جمعتهم تلك الشاحنة التي كانت تسير بهم على الخط الفاصل بين الزمن و الابدية ، فلم يفترقوا بعدها ، رغم تشتتهم في بقاع الارض النائية
يمكنك اغلاق النافذة و متابعة القراءة او يمكنك الانتقال الى مدونة تعارف في شاحنة إعدام
الف شهيد و اضعافهم من الجرحى ، كانوا ضحية لتدافع حصل بين الجموع السائرة فوق الجسر بسب اشاعة حصدت مالم تقدر عليه عشرات المفخخات ، هذا هو الوجه البشع و المرعب من الارهاب
يمكنك اغلاق النافذة و متابعة القراءة او يمكنك الانتقال الى مدونة موعدنا الجسر/ جسر الائمة/فاجعة الجسر